13 juil. 2009

"العدس".. جمال و رشاقة و صحة حديد

"العدس".. جمال و رشاقة و صحة حديد



يلقبونه بـ ''لحم الفقراء'' لأنهم يستعيضون به عن اللحم فلا يكاد يغيب
عن موائدهم، ذلك أن العدس غني بالبروتين والحديد التي يمكن الحصول
عليهما من اللحوم، وإذا كان الأغنياء يأكلونه ''شهوة'' أو على سبيل التغيير،
فإن الفقراء لا يستطيعون تناول اللحم باستمرار لارتفاع سعره فيلجأون
إلى العدس لسعره المنخفض·
ويقال أيضا ''العدس ولا الفلَس'' أي أنه أفضل من الجوع، وكم من النكات
أطلقت للتندر على هذا الصنف الغذائي، ومع ذلك لم يفقد شعبيته بين الناس،
فهو لذيذ المذاق بكل ألوانه وأصنافه، وهو الأكلة الأكثر فائدة للجسم في نفس
الوقت، ولا شك أن ذكره في القـرآن يدلل على عظـيم فوائده·


...

تشير الدراسات المختلفة إلى أن نبات العدس عرف منذ أقدم العصور،
وكان الطعام المفضل لدى الملك لويس الخامس عشر، وهو الطعام المفضل
لدى الأغنياء و''الوجبة الإجبارية'' عند الفقراء· ومن بين مجموعة البقول،
يُشكل العدس مصدراً سهلاً وسريع الإعداد والطبخ، كما أنه غني بالبروتينات
والألياف والعديد من العناصر الغذائية الجيدة، أما على المستوى الجمالي
فهو وسيلة لتحقيق الجمال والقوام الرشيق·
وتعتبر كثير من مصادر علم التغذية الصحية أن إضافة العدس إلى أطباق
الأطعمة المختلفة هو ذكاء في إعداد وجبات صحية، نظراً لفوائده الكثيرة·
ويعد العدس غذاء وعلاجاً معاً، فهو يحتوي على عنصر ''الموليبدنيوم''
النادر بنسبة تفوق سواه من المنتجات الغذائية، وهو مهم كونه ينتج مجموعة
من الأنزيمات المهمة في الجسم تتولى تفتيت المواد الضارة، أما نقصه في
الجسم فيؤدي إلى فقر الدم وتسوس الأسنان والضعف الجنسي والتوتر
النفسي، لذا فإن آثاره المفيدة تظهر في خفض حساسية الجسم إزاء العديد
من المركبات الكيميائية، وتسهيل استخدام الجسم لعنصر الحديد
في صنع ''الهيموجلوبين''· لكن الجانب الأبرز في فوائد العدس
هو محتواه العالي من الألياف الضرورية لعدة أمور، وأهمها:
تنظيم امتصاص الأمعاء للسكريات، وتقليل امتصاص الأمعاء للكوليسترول·
كما أن تنظيم الألياف لامتصاص السكريات يحمي الجسم من ارتفاع
مستوى هرمون الأنسولين بكل آثاره، ويزود الجسم بالسكريات مما
يبعث على الدفء، والعدس يساعد على النوم في حال تناوله
الإنسان في وجبة العشاء·

lentils-main_full
فوائد عديدة

العدس يحتوي على عدد من المعادن المهمة للنمو مثل:
البوتاسيوم والمغنيسيوم والنحاس والفسفور والكبريت والكلورين،
وهو مفيد للأطفال لأنه يحتوي على الكالسيوم الذي يساعدهم على نمو
أسنانهم وعظامهم وزيادة أوزانهم، وتزداد فائدته للأطفال الذين
يعانون نقصاً في الكالسيوم·
ولأنه غني بالحديد يعتبر غذاء ممتازاً لمرضى فقر الدم، وهو معرق
ومدر للبول ويساعد الأمهات المرضعات على الإكثار من إفراز الحليب،
ولكن ينصح عند طهيه بأن لا ينقع أو يطهى لفترة طويلة حتى لا يفقد فوائده·
وقشور العدس مفيدة في علاج الإمساك، وهو مفيد كذلك لعلاج
الخراجات إذا ما سلق وهرس وعملت منه كمادات·
وأكدت دراسة علمية حديثة أن تناول شوربة العدس يقي من الأورام
السرطانية في جسم الإنسان، وأوضحت الدراسة أن أحد مكونات العد
س وهو ''الينوسيتول بينتا كيفوسفات'' يعتبر مضاداً لنمو الأورا
م في جسم الإنسان، ولذلك ينصح بتناول الشوربة مع الكركم، حيث
أن تناولهما معاً يفيد في زيادة المواد المضادة للسرطان·

محاذير العدس

رغم فوائده الهائلة لا يخلو الأمر من مخاطر على بعض الناس،
فالعدس يحتوي على مادة طبيعية تُدعى ''بيورين'' تسبب لدى البعض
اضطرابات في أملاح المفاصل بسبب ارتفاع نسبة حمض اليوريك،
وهذا الحمض يؤدي حال ارتفاع نسبته إلى الإصابة بداء النقرس
وحصاة الكلى لدى قلة من الناس، ولذا على المصابين بمرض النقرس
أو حصاة الكلى أن يحذروا عند تناول العدس وأن يشربوا الكثير
من الماء لتخليص الجسم من حمض اليوريك·
أما المصابون بأمراض الكلى الأخرى وأمراض الكبد والقولون
وذوو الأمعاء الضعيفة فعليهم أيضاً عدم الإكثار منه لأنه يسبب
انتفاخاً لكثرة احتوائه على الكبريت· كذلك يحذر من إطعام الأطفال
دون سن الثانية أي نوع من أنواع العدس·

Aucun commentaire: